أكد الباحث في التاريخ الكويتي الأستاذ صالح المسباح أن تاريخ دولة الكويت حافلاً منذ تأسيس دولة الكويت الحديثة عام 1600م ، وذلك خلال محاضرة ألقاها تحت عنوان (التاريخ الفكري والثقافي لدولة الكويت) بجمعية الإصلاح الاجتماعي فرع الأحمدي لافتاً إلى أن الروايات عديدة عن المكان الذي قدموا منه لكن أغلبها تذكر أنهم أتوا عام 1700، حيث قدمت القبائل إلى الكويت للبحث عن الأمن والأمان وقد خرجوا من مناطق البنيان والقصور والعمران إلى الكويت حيث الأمن والاستقرار.
وقال أن الرواة أكدوا أن أوائل من قدموا إلى الكويت أسرة الصباح والجلاهمة وآل خليفة والغانم والرومي وقد قدم معهم أهل العلم والحرفيين وغيرهم مضيفاً أنه كان يوجد حضارات سابقة على ذلك في الكويت مثل حضارة العبيديون والرومان وغيرهم وارتبط تاريخ الكويت الحديث بالجوانب الثقافية والحضارية يُثبت ذلك موطأ الإمام مالك الذي أعاد كتابته مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم بن عبدالله بن سالم في عام 1682 والذي كان يُدعى بـ (نزيل فيلكا) وقد تم طباعة هذا الكتاب عام 2000 ولا زالت النسخة الأصلية عند آل التركيت.
وأشار المسباح إلى أن تلك المخطوطة تدل على أن مذهب أهل الكويت منذ فجرها هو المذهب المالكي وقد دخل المذهب الحنبلي بعد ذلك من خلال النجادة وأيضاً دخول المذهب الشافعي إلى الكويت موضحاً أن نظام الحكم فيها كان شورى، ففي عهد الشيخ سالم رحمه الله كان لديه مستشارا يستشيره في بعض الأمور هو الشيخ/ عبدالعزيز الرشيد .
ونقلا عن الرحالة الدنماركي كاريستن نيبور قال (الكويتيون يمتلكون 800 سفينة ويعملون على إستخراج اللؤلؤ و كان عدد السكان آنذاك عشرة آلاف كويتي عام 1756.
وبيّن حرص أهل الكويت واهتمامهم على تلقي أبنائهم العلم والدراسة والتحصيل وكان ذلك لا يثنيهم عن إرسال أبنائهم إلى بلدان مختلفة لتلقي الدراسة مؤكداً أن أول من طلب العلم في مصر هو الشيخ عيسى بن علوي درس الدين والطب وسكن مصر ومات بها عام 1863، وقد كان قريب من أسرة المصيبيح ومن بعده الشيخ أحمد الفارسي الذي درس في الأزهر وزميله ماجد بن سلطان بن فهد، والشيخ مساعد العازمي درس العلوم الدينية وأتقن فن التطعيم ضد مرض الجُدري ونال شهادة عن ذلك في عام 1881، وكان اسمه في الشهادة التي حصل عليها محمد سعيد وقام بتعليم زوجته تطعيم أهل الكويت وبالفعل قامت بتطعيم نساء أهل شرق آنذاك، كذلك الشاب أحمد بن الشيخ أحمد العدساني ارتحل إلى الإحساء وإلى الهند وقد اتقن إصلاح الساعات وقد سافر إلى مصر في عام 1906، لافتاً إلى أن التاريخ يشهد لاهتمام الكويتيين بدعم المؤسسات التعليمية والثقافية داخل الكويت وخارجها واحتضان العلماء والتبرع لإنشاء المدارس.
وبالحديث عن حملات الحج في عهد الكويت الأول قال المسباح كانت تتم على ظهور الإبل وقد تم توثيق حملات الكويت على الإبل بحوالي 30 حملة حج منذ عام 1800 وحتى 1945، وكانت تستغرق الرحلة ثلاثة أشهر (أسبوعين حتى بريدة وعنيزة ثم أسبوعين إلى الحجاز ثم أسبوعين بالمدينة وأسبوعين بمكة وشهر للعودة إلى الكويت) وكانت تكلفة تلك الحملة من 100 روبية وحتى 300 روبية بحسب نوع الحج هل يشمل السكن مع الطعام أم لا، موضحاً أن أقدم حملة حج كانت على ظهور الإبل من الرشايدة فهد الدويلة عام 1800، وعوض بن شنفا، وتم توثيق الحملات الأخرى (من سيارات وباصات وطائرات وبالسفن) وصل عددها إلى 300 حملة، وقد ألف السيد/ عدنان بن سالم الرومي كتاباً بعنوان علماء الكويت في ثلاثة قرون، فاز به بجائزة الدولة وثق فيه علماء الكويت انتاجهم ورحلاتهم وتلاميذهم ومؤلفاتهم وحتى وفاتهم. وثق منذ عام 1700 إلى عام 1950. صدر أيضاً كتاب يحكي عن تاريخ المساجد في الكويت والذي يرصد أقدم مسجد بالكويت وهو مسجد بن بحر.
المصدر : جريدة الآن