د.عصام عبداللطيف الفليج :
عرفت المستشار حامد محمد الياقوت رحمه الله منذ أكثر من 30 عاما، لم أره فيها الا مبتسما، ودائم البدء بالتحية والسلام، والمبادرة بالسؤال عن أحوال الأهل والأبناء، حتى عندما زرته في بيته قبيل سفره الأخير الى أمريكا، بادر بنفس التحية والسؤال الدائم عن الأهل والأولاد، على الرغم مما هو فيه من مرض شديد، وكان دائم الحمد على ما هو فيه، فكان بالفعل حامد الحامد. عرفته متواضعا حبيبا، حريصا على راحة الآخرين، مضيافا كريما حسن الخلق والسجية، ينتقي أطايب الكلام لمحدثيه. وحتى وهو في رحلة العلاج المغتربة في أمريكا، وفي أشد حالات المرض، كان يبعث برسائل ايجابية لأحبابه واخوانه، تدعو للتفاؤل والعمل والعطاء، والوحدة الوطنية، وحب هذه الأرض، والاخلاص في العمل، والصبر على البلاء. أبو يوسف خريج كلية الحقوق والشريعة، ترقى في عمله حتى أصبح مستشارا في ادارة الفتوى والتشريع، وكان متميزا في أدائه القانوني كمحام للدولة بشهادة الجميع، وقام بتدريس القانون في كلية الدراسات التجارية، وعمل مستشارا قانونيا في الفترة التأسيسية للجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية، وأخيرا تفرغ لمهنة المحاماة مع أبنائه. أما في الجانب الدعوي، فهو ذو باع طويل في هذا المجال، خصوصا في الجانب التربوي، وذو حرقة كبيرة على وطنه، وهمة عالية في عمله، وتقلد أخيرا منصب نائب رئيس مجلس ادارة جمعية الاصلاح الاجتماعي، ومسؤول عن العمل الدعوي والتربوي والاجتماعي. وكان له دور كبير بالنأي بالجمعية بعيدا عن الأزمات السياسية، بالتعاون مع رئيس مجلس ادارة الجمعية العم حمود الرومي حفظه الله. ومن الجانب الأسري، فقد كان يعيش حياة أسرية مستقرة وهانئة، مع زوجة رائعة تفهمت معنى الدعوة منذ أول يوم ارتبطت به، ونتج عن هذه الأسرة المتماسكة أبناء رائعون، تميزوا بالتواضع وحسن الخلق، والتربية الحسنة، والابتسامة الجميلة الدائمة كأبيهم رحمه الله. رحم الله أخانا الحبيب حامد الياقوت، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه الله خير الجزاء على ما قدم لوطنه ودعوته ودينه وأحبابه، وعظم الله اجر أهله ومحبيه، انا لله وانا اليه راجعون. *** «لا يؤخر الله أمرا الا لخير، ولا يحرمك أمرا الا لخير، ولا ينزل عليك بلاء الا لخير، فلا تحزن.. فرب الخير لا يأتي الا بالخير».. حامد الياقوت.