- جئت للجمعية وقد اكتمل وجودها فأنا المستفيد منها وسأسعىلإكمال المسيرة الطيبـة لمن تقلدوا رئاستهـا
- تصحيح الأفكار المغلوطة لدى الشباب يقع على عاتق العلماء والدعاة والمؤسسات الشرعية
- العمل الخيري في الكويت قديم قبل ظهور النفط عندما كان أهلها فقراء يعتمدون على الغوص والتجارة
- المشككون في العمل الخيري يريدون أن نترك الرحمة وخدمة المحتاجين ولن نلتفت لاتهاماتهم «خلهم يقولون مايقولون»
- نحتاج إلى تعريف حقيقي للإرهاب والغلو.. فمن سلبت أرضهم في فلسطين لا يسمون إرهابيين عندما يدافعون عن حقهم والمسجد الأقصى
- غرس الأخلاق الإسلامية وملء الفراغ بكل ما هو نافع والتحفيز على التفوق عناصر أساسية في العلاج الناجح لمشاكل الشباب
- تعدد الجمعيات والمؤسسات الخيرية أفضل لكن يجب تدعيم التنسيق بينها لرفد مسيرة العمل التطوعي
أجرت الحوار: ليلى الشافعي
لقاؤنا اليوم مع رجل فكر مستنير، هو صوت الإسلام الصافي، افتاؤه ينبع عن دراسة عملية، يهمه الرد على تساؤلات الناس، سخّر نفسه لخدمة الدين والعمل الخيري، أثرى الكويت بما قدمه من المنهج الشرعي المتسم بالوسطية والاعتدال ودعوته لنبذ الخلافات، قابلنا بابتسامته المعهودة، انه رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي د.خالد المذكور الذي تولى قيادة الجمعية العريقة مؤخرا.
حدثنا بتواضع: جئت للجمعية وقد اكتمل وجودها فأنا المستفيد منها أكثر مما تستفيد مني.
وضع روشتة لكيفية تعزيز فكر الوسطية وعلاج الغلو في الدين، لكنه شدد على ضرورة وضع تعريف حقيقي لمصطلح الإرهاب، مؤكدا ان من يدافعون عن حقوقهم في فلسطين ليسوا إرهابيين.
فإلى نص الحوار.
ما رؤيتكم لدور جمعية الإصلاح الاجتماعي في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة؟
٭ أقول إن دور جمعية الإصلاح في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة وما يحدث في سورية من حرب وخروج اللاجئين والمشردين منها الذين يحتاجون الي معونات ومساعدات وكذلك في اليمن وما فيها من حرب ومتضررين وفي الصومال وفي ميانمار وغيرها.
فتقوم جمعية الإصلاح من خلال «الرحمة العالمية» بمساعدة هؤلاء المتضررين خارج الكويت، وتقوم «نماء» للزكاة والتنمية المجتمعية بالعمل داخل الكويت ولها أنشطة متعددة من أنشطة شرعية وأخرى دعوية وتربوية وذلك في قطاع الدعوة، والتثقيف الشرعي وفي مجال تعليم القرآن الكريم حفظا وتدبرا، وكذلك في قطاع العمل الاجتماعي من خلال لجان العمل الاجتماعي التابعة للجمعية، وايضا في قطاع الصحبة الصالحة الذي يؤكد على تعزيز القيم الإسلامية في المجتمع وفي قطاع النشء بالإضافة الى أمانة العمل النسائي ولجنة مصابيح الهدى، و«نماء» للزكاة لها أنشطة أخرى متعددة منها مساعدة أبناء الأسر المتعففة في مصاريف الدراسة، والجمعية بذلت الكثير خلال السنوات الماضية في طريق مشروع الاصلاح والنهضة الحضارية وحققت نتائج طيبة وانجازات عظيمة وثمارا يانعة في جميع المجالات بعيدا عن العنف والغلو.
كيف ترون مستقبل العمل الخيري الكويتي بعد أن نال صاحب السمو الأمير جائزة رائد العمل الخيري الإنساني من الأمم المتحدة؟
٭ العمل الخيري في الكويت قديم حتى قبل ظهور النفط عندما كان أهل الكويت فقراء يعتمدون على الغوص وعلى التجارة وكانت الكويت صغيرة تقع على ساحل البحر، وكان أهلها محسنين يتفقدون الفقراء، وهناك من كان يضع معونة أمام باب منزل لمساعدة أهله ولا يدري صاحب المنزل من وضعها.
وتطور الخير الى ان منّ الله بالنعمة وزاد الخير فأنشئت الجمعيات الخيرية والمؤسسات كبيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف واللجان الخيرية داخل الكويت فأصبحت الكويت مدرسة في العمل الخيري الإسلامي حتى أيام الاحتلال، وكان العم يوسف الحجي ـ شفاه الله ـ رئيسا فتح له مكتبا في المملكة العربية السعودية، ود. عبدالرحمن السميط ـ رحمه الله ـ باشر العمل الخيري من خلال وجوده خارج الكويت، فأهل الكويت خيرون والعمل الخيري الآن منظم تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومنظم ايضا من قبل وزارة الخارجية، ومدعوم من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ولذلك توج هذا العمل الخيري بإعطاء صاحب السمو الأمير هذا اللقب من أعلى منبر في العالم (الأمم المتحدة) انه أمير الإنسانية نتيجة لما قدمته الكويت، ونعرف ان هناك مؤتمرات مانحة كانت أول مبادراتها من الكويت لسورية، وكذلك إعمار العراق في الموصل وغيرها، فقد قرر صاحب السمو الأمير مساعدة إعمار العراق، ونحن في شهر الخير تجدين لجان الزكاة والجمعيات الخيرية تنشط، والآن أصبحت الكويت مدرسة للعمل الخيري يقودها صاحب السمو الأمير والمحسنون في الكويت.
تتسابق الجمعيات في إطلاق حملات لجمع التبرعات، فهل ستقوم «نماء» للزكاة في هذا الشهر الكريم بمثل تلك الحملات؟
٭ قمنا بإطلاق حملة بعنوان «وينا عنهم» لصالح الأسر المتعففة وكفالة الأيتام وعلاج مرض السرطان ومرض التصلب العصبي ومرض الروماتويد ودفع الرسوم الدراسية للطلبة غير القادرين، ويجوز للمسلم إخراج زكاة الأموال للحملة.
هل ترون ان توحيد العمل الخيري تحت مظلة جمعية واحدة أفضل، أم ان التعدد هو المطلوب؟
٭ أرى ان التعــــــدد هــــو المطلوب وأولى من ان يكون تحت مظلة جمعية واحدة باعتبار ان الجمعيات تتعدد مناهجها، وجمعية الإصلاح وفق النظام الاساسي تدعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتقوم نتيجة لهذه الدعوة بأنشطة ثقافية ورياضية وترفيهية ورعاية النشء، والأفضل تعدد الجمعيات ولكل أسلوبها، ولكن هناك تنسيقا بين الجمعيات، وهناك اتحاد مرخص من وزارة الشؤون الاجتماعية «اتحاد المبرات والجمعيات الخيرية» وقد أصدر مؤخرا بيانا بشأن التشكيك في العمل الخيري الذي يؤكد على أن هذا التشكيك يتنافى مع إشادة صاحب السمو الأمير قائد العمل الإنساني بالعمل الخيري الكويتي ومؤسساته.
ما الذي تريد تقديمه لجمعية الإصلاح الاجتماعي؟
٭ جمعية الإصلاح الاجتماعي من أعرق الجمعيات في الكويت أنشئت في بداية عام 1962 وباشرت عملها عام 1963 وهي هيئة إسلامية تعمل لتحقيق الصالح العام الذي جاء به الإسلام وتلتزم بالمنهج الإسلامي القائم على شمول الفهم ووسطية دون إفراط أو تفريط، ونظامها الاساسي ينص على انها جمعية ذات نفع عام تهتم بالنشء وبالعمل الاسلامي وترد الشبهات عن الاسلام، وقد انضممت الى الجمعية وعمري 17 عاما سنة 1964 وأنا طالب بالمعهد الديني وكان على رأس الجمعية العم يوسف النفيسي ـ رحمه الله ـ وقامت الجمعية بعملها ونشاطها ـ بحمد الله، وكان لها مقر صغير في المرقاب للنشاط الثقافي والرياضي وإلقاء المحاضرات التي كان يأتي بمحاضريها من مصر وغيرها، وكان بجوارها مدرسة صلاح الدين في المرقاب كنا نقوم على مسرح المدرسة بالأنشطة ثم خصصت لها أرض في منطقة الروضة، وأفتخر انني التحقت بها بعد هؤلاء الأعمام الذين ترأسوا جمعية الإصلاح العم يوسف النفيسي ثم العم يوسف الحجي والعم عبدالله المطوع ـ رحمه الله ـ الذي قاد الجمعية الى ما وصلت اليه من سمعة عالمية، ولها مجلة المجتمع المعروفة في العالم الاسلامي ولها في العمل الدعوي والخيري وجود ولها فروع في الجهراء والأحمدي والفروانية، وقد جئت وقد اكتمل وجودها فأنا أستفيد منها اكثر مما تستفيد مني.
ولقد استجبت عندما زكوني لأني عضو قديم منذ بداية الجمعية التي لها صلات عدة ورضا من الناس ومن القيادة الحكيمة منذ تأسيسها ايام الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، والشيخ صباح السالم والشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد، والجمعية تواكب الأحداث خاصة قضية القدس وفلسطين وأريد ان أكمل هذه المسيرة الخيرية الطيبة لجمعية الإصلاح، وإن كانت هناك إضافة فأنا أؤكد على البعد عن التطرف وعن الإرهاب والتشكيك وأدعو الى الوسطية والتلاحم، والعمل المؤسسي يجب ان يكون هادئا طيبا وهذا ما حثنا عليه سمو الأمير ان يجنب الكويت كل ما يثير الطائفية او القبلية وغيرها.
وأؤكد على مسيرة الجمعية فـي التعــامــــل المجتمعي والثقافي وتربية الشبــاب علـى مـا يحبــه الله والشراكة المجتمعية لحمايتهم.
ما رؤيتكم لعلاج مشاكل الشباب المسلم في عصر زادت فيه المغريات وتفلتت القيم؟
٭ أجيب عن هذا السؤال من خلال ما تقوم به الجمعية للشباب في ترسيخ القيم الإسلامية التي تربينا عليها من خلال التماسك الأسري ومن خلال التعليم، وتقوم لجنة النشء الإسلامي بتربية النشء من سن 11 عاما الى سن 14 عاما من خلال ما تقدمه الجمعية من أنشطة إيمانية وثقافية ورياضية واجتماعية، تطبيقا للحديث الشريف «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته» وتحقيقا لرسالة الجمعية في إصلاح المجتمع ببناء جيل صالح يعبد ربه ويبر والديه ويحب وطنه الكويت وينتمي لأمته الإسلامية، والعلاج الناجع لمشاكل الشباب هو غرس الأخلاق الإسلامية لديهم وملء فراغهم بكل ما هو نافع وتحفيزهم على التفوق الدراسي وتوجيه طاقاتهم في الاتجاهات الإيجابية.
وما دور العلماء في مواجهة الإرهاب والغلو في الدين؟
٭ العلماء في جميع المؤسسات ودور مجامع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي ومجمع البحوث التابع للأزهر وغيرها يقفون في مواجهة الغلو في الدين والتطرف والإرهاب، لكن يجب ان يكون تعريف الإرهاب والغلو معروفا، فمن سلبت أرضهم في فلسطين ويدافعون عنها يجب ان يعاونوا على هذا ولا يسموا إرهابيين في دفاعهم عن المسجد الأقصى، والإرهاب هو محاربة الله ورسوله وسلب حقوق الناس، والمسؤولية تقع أولا على العلماء والدعاة والمؤسسات الشرعية ودور الإفتاء والجامعات الشرعية لبيان الحقائق والرد على الأفكار الخاطئة التي تعتمد على آراء فقهية شاذة، أو تأويل النص الشرعي على غير حقيقته.
ما ردكم على الاتهامات الموجهة للعمل الخيري؟
٭ إذا التفتنا الى هذه الاتهامات قد تشغلنا عن مواصلة الجهد والعمل، خلهم يقولون ما يقولون، وما من عمل جاد إلا ونجد من يتهمه، والمشككون في العمل الخيري يسعون الى ترك الخير والرحمة وخدمة المحتاجين، وسيبقى العمل الخيري لأنه جزء من الدين، لن يستطيع أحد ان يقتلع المبدأ ما دام الإسلام قائما.
أبرز أنشطة الجمعية في شهر رمضان للشباب
قال د.خالد المذكور إن أبرز أنشطة الجمعية في شهر رمضان للشباب هي المعتكف القرآني الرمضاني بدأ منذ أول رمضان في المساجد في كل من الفروانية، الجهراء، حولي، الأحمدي، مبارك الكبير والعاصمة.
والمعتكف للبنين فقط من سن 9-13 عاما وتحدد الفئة المختارة لحفظ جزء أو حزب، وتقدم مكافأة مالية للمتميزين.
كيفية تعزيز فكر الوسطية وعلاج الغلو في الدين
قال د. المذكور إنه لتعزيز الوسطية هناك أمران، الأمر الأول ما يتعلق بثوابت ومبادئ الشريعة الإسلامية وهذه المبادئ والثوابت صالحة لكل العالم، تدعو إلى الأخلاق الفاضلة وتدعو الى كل ما يدعو للإنسانية بصفة عامة من خلال قوله تعالى (لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات)، هذا مبدأ قيم من مبادئ الشريعة ان بني آدم مهما كان لونه أو لغته فهو مكرم من عند الله وانطلاقا من قوله (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
فكلمة الناس تشمل جميع الناس، وانطلاقا من خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع «أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله اتقاكم»، والأمر الثاني ترسيخ هذه القيم في عقول الشباب المسلم من خلال التربية الإسلامية وما تقوم به وزارة الأوقاف من خطب ومواعظ والتركيز على المبادئ الإسلامية الإنسانية.
وفيما يتعلق بمجاورة غير المسلمين عبر التاريخ الإسلامي، تعني كلمة «الذميين» ان هؤلاء في ذمتنا ونحن مسؤولون أمام الله عنهم، هذه المبادئ إذا رسخت من خلال وزارات الأوقاف والتربية والإعلام وما تقوم به الأسر تعزز فكر الوسطية وترسخ عدم الكراهية والغلو.
المصدر : الأنباء