افتتحت الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي مركز الدرة التنموي في دولة البوسنة، والذي يقوم على تدريب وتأهيل الفتيات البوسنيات في عدة مجالات، وتعليمهنَّ دينهنَّ بالشكل السليم، ليكنَّ مربيات وداعيات يحملن على عاتقهن إصلاح المجتمع، وفيه التأهيل النفسي، وفيه التنمية البشرية، وتربية الأبناء لبناء أسرة مسلمة تكون نواة المجتمع، ويخرجن أجيالًا على أساس إسلامي سليم.
جاء ذلك تحت رعاية رئيس البوسنة والهرسك ” باكر علي عزت بيغوفيتش “، وذلك مساء يوم السبت الموافق 31 أكتوبر 2015م، وبحضور رئيس علماء البوسنة والهرسك المفتي العام ” حسين كافازوفيتش ” ومفتي توزلا ” وحيد فازلوفيتش ” ورئيس الوزراء ” بيجو جوتيتيش ” والسيد ” جواد مهموتيفيتش ” مستشار الرئيس، وعميد جامعة توزلا ” أنور خليلوفيتش “، وبحضور رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي العم حمود الرومي، والأمين العام للرحمة العالمية السيد يحيى العقيلي، ورئيس مكتب البوسنة والهرسك السيد عمر الكندري، ونائب السفير الكويتي السيد عادل الأدغم، وعدد كبير من طلاب الجامعات والمهتمين، كما تضمَّن الحفل كلمات كلًا من ممثل الرئيس، ورئيس وزراء إقليم توزلا، ورئيس علماء البوسنة، والأمين العام للرحمة العالمية، و قد أعلن رئيس الوزراء تسجيل ابنته في سكن الطالبات لتكون أول طالبة في سكن طالبات الدرة.
وفي هذا الصدد قال الأمين العام للرحمة العالمية أ. يحيى سليمان العقيلي: نظرًا لما تعانيه المرأة المسلمة من تغريب ومسح للهوية في الغرب، وفي ظلِّ هذا الموج المتلاطم، والتناحر بين فئات شعوبه، كان المشروع البلسم، وهو مشروع المركز الثقافي النسائي.
وأوضح العقيلي أنَّ مشروع مركز الدرة يتكون من قسمين، الأول: مركز ثقافي نسائي، والقسم الثاني هو سكن داخلي للطالبات، مشيرًا إلى أنَّ المركز الثقافي النسائي يقوم على تدريب الفتيات البوسنيات في عدة مجالات، بالإضافة إلى أنَّه يقدم العديد من وسائل جذب الفتيات البوسنيات للانضمام للمشروع، عن طريق تقديم خدمات متعددة، كالمكتبة، وتدريس الكمبيوتر، واللغات، وتنظيم المحاضرات والندوات، والدورات الإدارية، والدورات التدريبية، ومنها الشرعية والصحية، إلى جانب أمور الحياة والأنشطة الرياضية، والرحلات المتنوعة لتوصيل التربية الإسلامية عن طريق مدرسة الإسلام التي تقوم على تدريس الفقه والسيرة والقرآن والتجويد والتفسير وإصدار الكتب والنشرات.
وأضاف العقيلي إلى أنَّ المركز يضم بين جنباته مكتبًا للاستشارات الأسرية وإصلاح ذات البين، والذي يخدم المجتمع عن طريق المساهمة في التماسك الأسري، فيستقبل الحالات ويتعامل معها بخصوصية تامة، ويساهم في حل مشاكلها، مشيرًا إلى أنَّ القسم الثاني – السكن الداخلي للطالبات – تكمن أهميته لكون السكن الداخلي الجامعي الحكومي مختلط، وبما أنَّ مدينة توزلا يقصدها الطلاب من كافة مدن البوسنة لدراسة نظرًا لتوافر الجامعات فيها، فقد ارتأينا أهمية الاستعجال بإنشاء مركز جديد من سلسلة مراكزنا، مع تأمين السكن الذي يتوفر فيه مشرفات تربويات لتأمين المحضن التربوي المتكامل مع المركز، بحيث يخدم كلًا من المشروعين، كنوع من التكامل، والاستفادة من تجاربنا في المراكز السابقة.
وأوضح العقيلي أنَّ مركز الدرة هو مركز متخصص لخدمة وتعليم المرأة، لما لها من دور في التنمية والنهضة لكل مجتمع، فهي الأساس في إصلاح المجتمعات، فهناك العديد من المراكز الإسلامية التي تفرد ملحقًا أو قسمًا خاصًا بالنساء، والدور الأكبر يكون فيها للرجل، أمَّا الدرة فهو من وإلى المرأة فقط، لتحافظ على خصوصيتها في البرامج والأنشطة الخاصة بها فقط، في ظلِّ مجتمع مفتوح، ليس للمرأة فيه أي خصوصية.
من جانبه قال رئيس مكتب البوسنة والهرسك في الرحمة العالمية عمر الكندري: إنَّ مركز الدرة التنموي هو مشروع حضاري فريد من نوعه، يقدم العديد من الخدمات للفتيات البوسنيات، منها الدورات التدريبية في النواحي الشرعية والاجتماعية والإدارية والتنمية البشرية، كما يضم المركز بين جنباته مكتبًا للاستشارات الأسرية وإصلاح ذات البين، الأمر الذي يخدم المجتمع عن طريق المساهمة في دعم التماسك الأسري، إضافة الى إنشاء سكن للطالبات الجامعيات.
وأوضح الكندري أنَّ المركز يتكون من 6 طوابق على مساحة 1600 متر مربع، ومساحة البناء الفعلية الرأسية 3500 متر مربع، ويتسع إلى 1000 شخص، ويستفيد منه أكثر من 3000 فتاة، مشيرًا إلى أنَّ الطابق الأرضي يتكون من مكتب للاستشارات الأسرية وإصلاح ذات البين، وقاعة للمحاضرات، وحضانة للأطفال، وقاعة دراسية، ومطعم للطالبات، أمَّا الطابق الأول فيتكون من فصل لتدريس العلوم الإسلامية، وقاعة لتحفيظ القرآن الكريم، وصالة رياضية مغلقة للنساء، أمَّا الطابق الثاني فيتكون من المكتبة، وغرفة المطالعة، والمسجد مع المتوضأ، وفصل رداسي، وقاعة تدريب للدورات، وقاعة لورش العمل .
وأشار الكندري إلى أنَّ كلاً من الطابق الثالث والرابع والخامس والسادس يتكون من سكن للطالبات مكون من 15 غرفة، مع الخدمات المتوفرة لكل طابق، مؤكدًا أنَّ مشروع مركز الدرة التنموي يعدُّ منارة كويتية ساطعة في سماء أوروبا، شاهدة على عطاء أهل الخير والمحسنين من أهل الكويت.
وبيَّن الكندري أنَّ المركز له العديد من الأهداف الشرعية، من خلال تعليم العلوم الشرعية، والدعوة، والقرآن الكريم، والحديث الشريف، والفقه، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتعليم العلوم الإدارية، والتي تتمثل في دورات اللغات والكمبيوتر ودورات الإدارة، كما أنَّ للمركز العديد من الأهداف الصحية، والتي تتمثل في توعية المرأة بصحتها نظريًا وعمليًا من خلال المحاضرات والدورات الرياضية، والأهداف الاجتماعية من خلال مكاتب الاستشارات والرعاية الأسرية وإصلاح ذات البين، ولقاءات مع بعض المختصين، وورش العمل، وأهداف سكنية من خلال حفظ وصون الطالبات المغتربات في مكان آمن بنظام تربوي شامل، وأهداف معلوماتية من خلال توفير كافة الاحتياجات الرقمية من الأنترنت وقواعد بيانات البحث العلمي، ونظام صوتي ونظام أمني للمراقبة، وأهداف خدمية من خلال توفير كافة الاحتياجات الأساسية من مطعم ومغسلة ومواقف للسيارات وخدمة تنظيف الغرف.
المصدر : مجلة المجتمع